تحت شعار "أبدع للإنسانية" تختتم وطن فعاليات مؤتمرها السنوي السابع

بحضور تجاوز الألف مشارك من مختلف قطاعات العمل الإنساني، و300 مؤسسة مجتمع مدني سورية، بالإضافة إلى العديد من الهيئات الدولية، ممثلين من المنظمات العربية والتركية، ورئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا، أطلقت منظومة وطن مؤتمرها السنوي السابع تحت شعار "أبدع للإنسانية" في مدينة غازي عنتاب التركية على مدار يومين 24-25 يوليو 2019.

المؤتمر الذي انعقد برعاية فخرية من بلدية غازي عنتاب الكبرى، وبرعاية كريمة من مؤسسة النورواك والهلال الأحمر التركي ومنظمة آفاد، ناقش العديد من القضايا الملحّة على الساحة السورية، وسعى لخلق بداية فصل جديد في مجال العمل الإنساني بطرق إبداعية لمساعدة المتضررين جراء الكارثة الإنسانية في سوريا، وللوصول إلى شمولية أكثر في الطرح لمعالجة التحديات الملحة للفترة الراهنة في العديد من المجالات ومنها قطاع التعليم، الصحة، دعم المجتمع المدني، المياه والإصحاح والتمكين الاقتصادي.

وقد أشار معاذ السباعي، رئيس منظومة وطن في كلمته التي ألقاها ضمن حفل افتتاح المؤتمر إلى أكبر التحديات التي يواجهها القطاع الثالث، وهو استدامة وشمولية الاستجابة  لسوريا– وما يهدف إليه المؤتمر من إيجاد حلول جذرية عبر الابداع  وتحدث مؤكدا على أهمية الابداع وما ينتج عنه من ابتكار نماذج جديدة لتوسيع الشراكات الانسانية وحلول فاعلة لاستدامة المشاريع التنموية والانسانية بما يغير حياة الناس للأفضل

في حين تحدث السيد مارك كاتس/ نائب المنسق الاقليمي للشؤون الانسانية عن دور تركيا في استضافة اللاجئين السوريين في تركيا وتسهيل عمل المنظمات المحلية والدولية لتقديم الدعم والاستجابة الطارئة كما شكر منظومة وطن على دورها في تنظيم وإدارة المنصات السنوية التي تجمع أصحاب القرار للوصول إلى حلول جذرية للمشاكل الإنسانية

كما أشار السيد يوسف غوزيل بي نائب رئيس بلدية غازي عنتاب إلى حق الضيوف السوريين في عيش حياة كريمة وتوفير مستقبل آمن لهم ولأطفالهم، وعن دور الإبداع في عملية الاستجابة للحاجات الإنسانية والتنموية لتحقيق الأثر المستدام على هؤلاء الناس

رافق المؤتمر السابع للمنظومة "منتدى التدخل المستدام السنوي" الذي شارك فيه قرابة الـثلاثون ممثلا عن الهيئات المانحة والجهات الحكومية التركية والمنظمات الدولية والأمم المتحدة، إضافة إلى مختصين من مختبرات إبداع عالمية ومحلية، وكان من أهم مخرجاته مبادرة الأمم المتحدة بتبني مختبر إبداع عالمي، وإنشاء تحالف من القطاع الحكومي والقطاع الخاص والقطاع الإنساني في مدينة غازي عنتاب على اعتبارها من أهم المدن التركية الحاضنة لمنظمات المجتمع المدني والتدخل الإنساني لسوريا.

وعلى هامش المؤتمر، وتحت عنوان التحول من الالتزامات المؤسسية إلى التنفيذ المؤسساتي قامت شبكة الحماية من العنف والاستغلال الجنسي PSEA بتقديم تدريب لـ 60 مشارك من العاملين في المجال الإنساني من منظمات المجتمع المدني المحلية متضمنة 39 منظمة من منظمات المجتمع المدني في الداخل السوري، وذلك بهدف إذكاء الوعي بالحماية من الاستغلال والاعتداء الجنسي وآلية الشكاوي المجتمعية بين صفوف العاملين في مجال العمل الإنساني، وبغية تعزيز أنشطتهم، إضافة إلى تعريف العاملين بالأدوات المتنوعة التي تساعد على ترجمة الالتزامات السياساتية إلى إجراءات لتعزيز الوقاية من الاستغلال والعنف الجنسي والاستجابة لهما.

وبحضور أكثر من ٤٠ عامل إنساني من ٢٦ منظمة مجتمع مدني في تركيا والداخل السوري عقدت شبكة وطن مؤتمرها السنوي على هامش مؤتمر وطن، وكان من أهم مخرجاته العمل على زيادة التنسيق والتشبيك بين المنظمات وزيادة المناصرة لقضايا المجتمع المدني، مع التركيز على الإبداع في العمل المدني والإنساني، والتأكيد على أنه قيمة أساسية لاستمرار تقديم يد العون للمستفيدين، وعمليات التطور والاستدامة لمؤسسات المجتمع المدني.

وقد رافق المؤتمر 5 مسارات عمل حضرها قرابة الـ 150 مشارك من موظفي منظمات المجتمع المدني وأعضاء شبكة وطن، بحثت المسارات العديد من القضايا الهامة في قطاعات العمل في المجال الإنساني وخرجت بمقترحات ومشاريع هامة، كما ورافق ورشات العمل نقاشات تتعلق ببحث أساليب تطوير الشراكات الاستراتيجية بين المؤسسات الدولية والمحلية من أجل تقديم خدمة أفضل لفاعلية أكبر في تلبية الاحتياجات على كافة الأصعدة.

والجدير بالذكر أن وطن هي منظمة مجتمع مدني أكملت عامها الثامن في خدمة السوريين جميعاً بلا استثناء، وعلى وجه الخصوص النازحين واللاجئين من الأطفال والشباب والعوائل المتضررة، حيث تمكنت منذ انطلاقتها من الوصول إلى أكثر من 11 مليون مستفيد عبر برامجها التي تغطي العديد من المناطق في سوريا وتركيا، وستواصل مسيرتها الرائدة من خلال برامج ومشاريع جديدة أكثر إبداعاً وفاعلية هدفها تمكين السوريين وتوفير سبل عيش كريم لهم، عبر الإستجابة الطارئة للأزمات ودعم البرامج التنموية لتحقيق الاستدامة المجتمعية.